وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستقطب 50 ألفًا للعمل عن بُعد

​تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، ولا سيما الخاصة بزيادة نسب التوظيف، وتوطين الوظائف، واتساقًا مع الثقافة الجديدة بسوق العمل التي أفرزتها التطورات التقنية اللاحقة؛ فقد أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برنامج "العمل عن بُعد"، كأول كيان سعودي رسمي مرخص من قبل الوزارة يعنى بدعم وتنظيم العمل عن بُعد. وقد برزت أهمية هذا البرنامج في ظل جائحة كورونا التي اجتاحت دول العالم، ومنها المملكة العربية السعودية. وفي ظل هذه المعطيات بدا واضحًا أن تنامي الإقبال على البرنامج، هو نتيجة متوقعة، ويلبي رغبات وتطلعات الباحثين عن عمل وأصحاب الأعمال والمنشآت.

50 ألف طلب

وقد أكدت مديرة برنامج العمل عن بُعد بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، سحر الدايل، خلال ورشة عمل نظمتها غرفة الشرقية-بحسب صحيفة "مكة المكرمة"-أن البرنامج استقطب (منذ انطلاقه) 50 ألف طلب عمل، منها 48 ألفًا للسيدات بنسبة بلغت 96%، وكانت منطقة الرياض هي الأعلى في عدد المسجلين بالبرنامج بإجمالي 21772 طلبًا، تليها المنطقة الشرقية بواقع 10753 طلبًا، ثم مكة المكرمة بعدد 6970 طلبًا، وعسير بإجمالي 2217 طلبًا، ونجران التي سجلت 2008 طلبات، والحدود الشمالية بعدد 1927 طلبًا، والمدينة المنورة بواقع  768 طلبًا، والقصيم بإجمالي 743 طلبًا، وحائل بإجمالي  462 طلبًا، فالباحة التي سجلت  459 طلبًا، وتبوك بعدد  429 طلبًا، ثم جازان بإجمالي  426طلبًا، وسجلت الجوف أدنى عدد من الطلبات بواقع 212 طلبًا.

ولفتت مديرة البرنامج إلى السعي إلى إدخال مختلف الوظائف التي تطلبها الشركات، منوهة بوجود إمكانية لتحويل عمل بعض الشركات إلى عمل عن بُعد بشكل كامل شرط توافر العقود والتسجيل في التأمينات الاجتماعية والخضوع للرقابة. كذلك توقعت الدايل زيادة عدد السعوديين في الأشهر المقبلة

بعد قصر الاستعانة بهذا النموذج على السعوديين اعتبارًا من مطلع أغسطس المقبل.

5 أدلة ومزايا مهمة

وقد أتاحت الوزارة 5 أدلة إرشادية وإجرائية للبرنامج، وهي: دليل الاستخدام للباحث عن عمل، ودليل الاستخدام للمنشآت، والدليل الإجرائي للعمل عن بُعد، ودليل الاستخدام لمزودي الخدمات، والدليل الإرشادي لأصحاب الأعمال عن كيفية تفعيل برنامج العمل عن بُعد. ومن الجدير بالذكر أن الوزارة خصصت بوابةً للبرنامج، تتصف بالعديد من المزايا كالتالي: إمكانية إنشاء سيرة ذاتية، واستعراض الوظائف والتقديم عليها، وقبول العروض المقدمة من الشركات، والتوظيف المباشر للعاملين، والتعاقد الإلكتروني مع العامل عن بُعد، ونشر إعلانات وظيفية في البوابة، والبحث في قاعدة بيانات الباحثين حسب التخصص، وقبول المتقدمين في البوابة، والتوظيف دون الإعلان عن وظيفة في المنشأة، والتعاقد مع الشركات الراغبة في خدمات مزودي الخدمات، والربط مع المنصة وإرسال بيانات المراقبة والمتابعة، وعرض بيانات مزود الخدمة في البوابة. وهذه المزايا توضح أن البرنامج يحقق عددًا مهمًا المبادئ، كالشفافية، والعدالة، والمساواة، والمرونة في التوظيف، والسرعة (في التقديم، والتوظيف)، إضافة إلى مراعاة الطابع الإنساني (للمرأة وظروفها وحالاتها المختلفة، وذوي الإعاقة)، وتحقيق الشراكة مع القطاع الحكومي، والمساهمة في زيادة نسبة التوطين. وجميعها مبادئ تستهدفها رؤية المملكة 2030.

دراسة عن السعودية

وعلى صعيد آخر؛ كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة "في إم وير"-طبقًا لموقع رواد الأعمال-عن أن نسبة 45% من الموظفين في المملكة يرون أن ممارسات العمل عن بُعد باتت مطلبًا أساسيًا وليست ميزة كمالية. كما أشارت نتائج الدراسة أن حوالي ثلثي المستطلَعين السعوديين (64%) يرون أن مؤسساتهم تدرك مدى فائدة تطبيق ممارسات العمل عن بُعد؛ بحيث لم يعد بالإمكان العودة إلى العمل وفق المفاهيم السابقة.

وأوضحت الدراسة أنه منذ انتشار ممارسات العمل عن بُعد؛ يرى 95% من الموظفين-الذين شملتهم الدراسة في السعودية-أن مستوى التواصل الشخصي مع زملاء العمل تحسًن بشكل كبير، كما يشعر 82% منهم أنهم باتوا يتمتعون بقدرة أكبر على الحوار أثناء عقد الاجتماعات والمؤتمرات المرئية عبر الفيديو، في حين أفاد 81% بأن مستويات التوتر لديهم تراجعت. كذلك شهدت معنويات الموظفين (38%) ومعدلات الإنتاجية (40%) ارتفاعًا ملحوظًا أثناء فترة العمل عن بُعد. كما أشاد 85% بانسيابية وسهولة عمليات توظيف المواهب من الدرجة الأولى في السعودية.

​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة