​إن بناء وتطوير القدرات القياديَّة غاية في الأهميَّة؛ من أجل تحسين فرص المنافسة مستقبلًا. وقد أدركت مجموعة العشرين أهمية الحلول الرقمية؛ لتعزيز استمرارية الأنظمة التعليمية، وركزت على أهمية إعداد استراتيجيات لتنمية الاقتصادات الحيوية وتعزيز القدرات التنظيمية، والتي توجب أن نتعلم كيف يمكننا حلها كنظام؛ من أجل رفع مستوى جودة الحياة للبشرية.

إلا أن الوزارات والمنظَّمات تحتاج إلى العمل على تطوير أداء قادتها، وتعزيز قدرات الأفراد العاملين في مجال الموارد البشريَّة. وحتى نتمكَّن من تحقيق تطوير الأداء للقادة؛ فلا بدَّ من توافر عدَّة متطلبات تعتبر ضروريَّة من أجل التمهيد للمرحلة الانتقاليَّة للتطوير، والتي من المفترض أن تكون عمليَّة إيجابيَّة، وتغييرًا نــــــــحو الأفضل. ويتطلب تطوير الأداء تمكين القادة، وتمكنهم من مهارات الاتصال، والقدرة على الإلهام، والتأثير، والتحفيز، والقدرة على توضيح الرؤية للعاملين وتوجيههم نحو تحقيقها. كل ذلك يجب أن يكون ضمن قدرات عالية من التفكير الناقد والإبداعي.

إن تطوير القادة يشتمل على 4 متطلبات أساسيَّة، وهي: الوعي بالذات، والقدرة على التواصل والاتصال، والقابليَّة للتعلم، والقدرة على التأثير.

ولتحقيق هذا التطوير فإنه ينبغي العمل على دراسة احتياجات القادة، وتوفير الترتيبات الهيكليَّة لتطوير الأداء، من توفر خبراء متخصِّصين، والموارد الماليَّة، والإستراتيجيات والرؤية المستقبليَّة، وإمكانيَّة إقامة شراكات مع منظَّمات رائدة، وإعادة صيانة الهيكل التنظيمي، واستخدام نظام اتصالات متطوِّر.

إن تطوير القيادات الإداريَّة يتطلب تطوير أداء العاملين؛ حيث إن الأداء المنخفض قد يعيق تطوير أداء القائد، ويعيق إدارة وتنظيم العمل الجماعي وعمل الفريق، وتطوير البحوث في مجال التطوير المهني، وتعزيز الروح المعنويَّة وخلق مناخ ودي، والاعتراف بالإنجاز والتكريم، ومتابعة التطوير المهني وتقديم التغذية الراجعة اللازمة للقيادات.

ويمكن تلبية متطلبات التطوير من خلال ما يمكن اكتسابه عن طريق التدريب الإلكتروني، وتقديم برامج تساعد القادة على تطوير الوظائف القياديَّة، ومهارات إدارة الفريق، بالإضافة إلى استخدام نماذج تطوير أداء القادة، كنموذج البابطين 2020 لتطوير أداء قادة الموارد البشرية باستخدام التدريب الإلكتروني.

وفي ضوء ما سبق يتَّضح أن معرفة المتطلبات وتحديدها خطوة مهمَّة وأســــــــاســــــــيَّة لتطوير الأداء؛ إذ تختلف المتطلبـات من منظَّمة إلى أخرى، ومن قـائـد إلى آخر. لـذا فـإن عمليَّة التطوير يجـب أن تســــــــبق دراسة حالة المنظَّمة أو القائد؛ للوقوف على متطلباته، والتعرُّف على المعوِّقات التي قد تحول دون تطوير الأداء.

​