معهد الإدارة العامة ينظم ملتقى "التحول الرقمي المالي في المملكة"


​نظم مركز الأعمال بمعهد الإدارة العامة ملتقى "التحول الرقمي المالي في المملكة"، بالتعاون مع جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية. وقد ناقش الملتقى واقع ومستقبل التحول الرقمي في القطاع المالي السعودي من خلال أتمتة العمليات، ورقمنة جداول أعمال الشركات، وحماية الأصول وإدارة التكاليف، والتخطيط الاستراتيجي، وتهيئة البيئة الاقتصادية المناسبة والمحفزة للنمو الاقتصادي المستدام في المملكة التي تلبي تطلعات المواطنين وفق رؤية المملكة 2030.

رؤية 2030

بدأت أعمال الملتقى بكلمة ألقاها معالي مدير عام معهد الإدارة العامة د.مشبب القحطاني، أكد فيها على أن الملتقى يستهدف الإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والتي يرعاها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، يحفظهما الله. وأشار معاليه إلى أن التحول الرقمي هو موضوع الساعة في المجال المالي والاقتصادي في السعودية؛ نظراً لدوره في تهيئة البيئة الاقتصادية المناسبة للنمو الاقتصادي المستدام. وقال مدير عام المعهد: "إن التحول الرقمي يتم من خلال تبني ودعم التعاملات الإلكترونية ورفع كفاءة العمليات المالية وطرح التحسينات وتفعيل المنصات الرقمية". مشيراً إلى تقديم المعهد لبرامج تدريبية لمنصة اعتماد التابعة لوزارة المالية شهدت تفاعلاً كبيراً من الأجهزة الحكومية، إلى جانب تنفيذ المعهد لثلاثة برامج تدريبية محاسبية عن بعد من خلال منصة اثرائي. وأبرز معاليه عمل المعهد على تحويل برامجه للقدرة الواحدة إلى برامج إلكترونية تُنفًذ عن بعد، مشيداً بالاهتمام والتفاعل الكبير الذي حظي به الملتقى من داخل وخارج المملكة وكذلك من المتخصصين وهو ما ظهر في جلسات الملتقى المتميزة والخبراء المميزين في المجال المالي والاقتصادي.

تحديات وفرص

ثم ألقت سعادة رئيسة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية في الشرق الأوسط، السيدة فضيلة جوبلاني، كلمة عبرت فيها عن سعادتها بالمشاركة في أعمال هذا الملتقى، ووجهت التحية لمعهد الإدارة العامة على تبني برامج التحول الرقمي المالي. وأشارت جوبلاني إلى أن جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية تسعى لتقديم العديد من برامج الدعم العلمي للتحول الرقمي المالي. وقالت السيدة لطيفة جوبلاني: "إن المالية تواجه أكبر عملية تحول في تاريخها من خلال برامج تعلم الآلة والرقمنة والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات. وأضافت جوبلاني: "مع تزايد المنافسة وتطور التكنولوجيا زادت التحديات التي تواجه التحولات المالية الرقمية والتعاملات المالية مع تزايد الفرص المتاحة للتطوير أيضاً". وأبرزت جوبلاني إسهام جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية في تطوير أساليب العمل في المجال المالي والمحاسبي لمؤسسات القطاعين الحكومي والخاص.

تحول محاسبي

وعقب ذلك ألقى عضو هيئة التدريب بقطاع المحاسبة بمعهد الإدارة العامة أ.سعد الهويمل كلمة معهد الإدارة العامة، بعنوان (دور التحول الرقمي المحاسبي في ترسيخ الحكومة) عبّر فيها عن التطور المتسارع في الأنظمة الذكية والذكاء الاصطناعي الذي حقق مرونة أكبر في معالجة البيانات المالية وساهم في توسيع نطاق التحولات غير المسبوقة في الاقتصاد والمالية. وأكد الهويمل أن التحول الرقمي يعد أحد محفزات النمو في القطاع المالي، وأنه يمثل في القطاع الحكومي عملية التحول إلى نماذج عمل رقمية وتوفير قنوات جديدة تسهم في نمو الخدمات الالكترونية. وأشار الهويمل إلى أن التحول الرقمي يوفر التكلفة والجهد وتحسين الكفاءة والجودة وتبسيط الإجراءات وتقديم خدمات إبداعية ومساعدة الحكومة في التوسع والانتشار والوصول لشريحة أكبر من الجمهور.

وقال عضو هيئة التدريب بالمعهد: "إن الجهات الحكومية تطرح حالياً برامج متكاملة تسهم في توظيف منظومة رقمية كاملة". مشيراً إلى برامج التحول الرقمي في معهد الإدارة العامة من خلال تبني استراتيجية رقمية في المعهد وتحديد متطلبات التحول والخطط التشغيلية المطلوبة للتحول وتخطيط العمليات ومواجهة تحديات التكامل الرقمي في المعهد. وأفاد الهويمل بأن المعهد سعى إلى تطوير رقمنة الموارد عبر النظام المحاسبي والمشتريات والموارد البشرية والمستودعات والميزانية والصيانة. وأضاف الهويمل: "اعتمد المعهد على نظام ذكاء الأعمال لتوظيف التقنية في استخدام المعلومات اللحظية ذات الموثوقية الكبيرة لتحسين جودة اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب". ولفت الهويمل إلى أن استخدام التقنية في البرامج المحاسبية ساهم في تفعيل حوكمة التطبيق وزاد حجم المعلومات المالية. وقال الهويمل: "نحن مقبلون على نقلة كبيرة في النظام المحاسبي في السعودية من خلال نظام برمجي محكم تعمل عليه وزارة المالية". وأوضح الهويمل أن التحول الرقمي ساهم في تحول أساليب العمل في العديد من القطاعات الاقتصادية والمالية أسهم في خلف فرص عمل جديدة ومبتكرة.

منصة "اعتماد"

وألقى سعادة وكيل وزارة المالية لشؤون التقنية والتطوير أ.أحمد الصويان، كلمة عن (منصة اعتماد ودورها في التحول الرقمي المالي وتحديداً خدمات تعويض العاملين). وأكد الصويان أن المملكة ضمن أكبر 20 اقتصاد في العالم، مشيراً إلى أن الميزانية العامة في المملكة يتم تخطيطها وتنفيذها بشكل مركزي لعدد 450 جهة حكومية، ولهذا عملت الوزارة على إنشاء منصة رقمية واحدة ستمثل نقلة نوعية كبيرة للمملكة لتحقيق الكفاءة والرقابة. وأشار الصويان إلى أن نسبة تعويضات العاملين تصل إلى 50% من الميزانية العامة للدولة، وأن الجهات الحكومية بالمملكة كثيرة وموزعة على مناطق المملكة المختلفة، في حين لا يتوفر دليل موحد للحقوق والمزايا المالية للموظفين مع كثرة الإجراءات واستخدام التعاملات الورقية؛ وهو ما أدرى إلى عدم توفر بيانات تفصيلية وعدم القدرة على التخطيط المالي لتعويضات العاملين وصعوبة الرقابة، وهو ما أدى إلى تطوير نظام (صرف).

وقال الصويان: تم تطوير نظام جديد لإدارة المدفوعات من خلال منصة اعتماد، حيث تقوم وزارة المالية من خلال منصة اعتماد بإرسال الرواتب إلى أنظمة مؤسسة النقد للربط مع نظام سريع، ثم تحويل الرواتب لحسابات الموظفين". وأوضح وكيل وزارة المالية أن إدارة تعويضات العاملين واجهت مجموعة من التحديات في تطبيق النظام، مثل ضعف البنية التحتية التقنية لبعض الجهات الحكومية وصعوبة ارتباطها بنظام صرف. وبيًن الصويان أن النظام يتميز بالحصول على المعلومات التفصيلية للحقوق والمزايا والمساهمة في تطبيق مشروع الحساب الموحد للحكومة. وأشار الصويان أن الوزارة قامت مؤخراً بإرسال 50 ألف مسير و27 مليون عملية مالية من خلال النظام.

نضج الخدمات

كما قدم مدير إدارة التميز بالهيئة العامة للزكاة والدخل المهندس عبدالله الفنتوخ ورقة بعنوان: (تجربة الهيئة في التحول الرقمي)، مؤكداً أن أهم ممكنات تحقيق استراتيجية الهيئة تتمثل في الرقمنة والبيانات والتحليل والشفافية واليقين الضريبي. وأشار الفنتوخ إلى وجود نوعين من مشاريع التحول الرقمي بالهيئة، الأول للمستفيد خارج الهيئة، والثاني داخل الهيئة. ومن أهم مشاريع التحول الرقمي للمستفيد خارج الهيئة: التطبيقات والخدمات الإلكترونية، مثل تطبيق ضريبة القيمة المضافة وخدمة فوض، وتطوير وتبسيط نماذج الاقرارات لتحسين تجربة المكلف، وأداة محرك المخاطر، والنموذج التشغيلي للفحص. أما أهم مشاريع التحول الرقمي داخل الهيئة فتتمثل في التحول من الأساس النقدي إلى أساس الاستحقاق، ونظام إدارة علاقات المكلفين، وذكاء الأعمال، ولوحة الأداء، ومنصة الإجراءات، ونظام سهل، ونظام معكم، ونظام فاحص. وأكد الفنتوخ أن الوزارة حققت تطوراً كبيراً في مؤشر نضج الخدمات الالكترونية حيث تأتي الهيئة في الفئة البلاتينية.

تحول قادم

وأكد أمين عام الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين د.أحمد المغامس أن المملكة حرصت على تطوير مهنة المحاسبة والمراجعة؛ لدورها في تعزيز الاقتصاد الوطني، وأن المملكة تشهد حراكاً كبيراً لتعزيز الاستثمار ورفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي ورفع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر. وأوضح د.المغامس وجود نوعين من التحول الرقمي المالي، الأول خدمات مالية تقدمها المؤسسات المالية، والثاني أعمال المحاسبة والعمليات الاقتصادية. وأشار إلى برنامج قوام الذي يستهدف نشر القوائم المالية الالكترونية، حيث ألزمت الهيئة كل محاسب قانوني بإرسال القوائم المالية بلغة برمجة معينة تساعد في استخلاص البيانات المالية وتبادلها آلياً. وقال د.المغامس: "نتوقع أن تسهم تقنية "البلوك تشين" في نجاح استخدام هذا البرنامج، وأن من سيقود هذا التحول هو القطاع الحكومي والخاص والمهنة والتعليم". وأضاف: "التحول المالي الرقمي قادم ولابد من إعداد دارسي المالية والمحاسبة لهذا التحول".

تكنولوجيا رقمية

وقد استعرضت سعادة رئيسة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية في الشرق الأوسط، السيدة فضيلة جوبلاني، تقرير الجمعية بعنوان: (الفرص التكنولوجية للوظيفة المالية)، أكدت من خلاله على أن التحول الرقمي هو استخدام التكنولوجيا الرقمية الجديدة والسريعة، وتوظيف الحوسبة السحابية، إلى جانب استخدام البيانات من أجل إصدار التحليلات والتقارير، والتنقيب عن البيانات، والبرامج الحاسوبية، والتخزين. وأشارت جوبلاني إلى أن ما يدفع للتحول الرقمي في القطاع الخاص والحكومي زيادة حجم البيانات وزيادة وتيرة العمليات وسرعتها. واستعرضت جوبلاني فرص التحول الرقمي المالي من خلال أتمتة العمليات وتقديم التحليلات والحوسبة السحابية والأمن السيبراني واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين.

ثم عُقدت جلسة عن الذكاء الاصطناعي ودوره في دعم الأعمال التجارية والمالية، قدمها السيد أريف كاليم مدير المبيعات التقني، وأعقبها جلسة عن مستقبل المالية والتحولات التي يشهدها القطاع العام حالياً قدمها أحد شركاء شركة PwC الشرق الأوسط السيد وائل أبو زكي، ثم قدم السيد شاهد خان أحد مسؤولي شركة Oracle جلسة عن التحولات التقنية.

​ 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة