افتتاحية العدد 169


تخطو المملكة بخطى واثقة نحو التميز على المستوى العالمي في مجالات عديدة؛ في ضوء ما تشهده من جهود تنموية جادة وهادفة إلى رفع كفاءة الأداء في كافة مؤسساتنا الوطنية، فنحن وطن طموح، ومجتمعنا حيوي يسعى بقوة لتحقيق الإنجازات تلو الإنجازات، وسيظل اقتصادنا مزدهر في سعيه لتنويع مصادر دخلنا وفتح سوقنا الوطنية للاستثمار العالمي. فهذه محاور رؤيتنا المباركة رؤية المملكة 2030 التي نجني ثمارها على المستوى العالمي؛ فقد صنف البنك الدولي في تقريره السنوي "ممارسة أنشطة الأعمال" الذي يقيس أداء (190) دولة من خلال 10 مؤشرات المملكة العربية السعودية الأولى عالمياً في "إصلاحات بيئة الأعمال" التي تهدف لبناء المزيد من التنوع الاقتصادي، وإزالة العراقيل التي تواجه رواد الأعمال، وخلق فرص عمل أفضل، ورفع مستويات الدخل والمعيشة. وهو ما نطرحه مع خبرائنا في قضية هذا العدد من مجلة "التنمية الإدارية".

ولعل هذا الإنجاز العالمي يفرض علينا مزيداً من الإصرار على تدريب كوادرنا الوطنية وفق أحدث صيحات التدريب، خاصة التدريب الإلكتروني، وتأهيلهم لمواجهة تغيرات سوق العمل؛ وانعكاس ذلك على الاتجاهات المستقبلية لسوق التدريب في المملكة، وكذلك تمكين المرأة السعودية التي اقتحمت مجالات عديدة حققت فيها إنجازات تؤكد على أننا نعول عليها دوراً تنموياً فعالاً. كذلك فإن إعلامنا في عصر الثورة الرقمية يجب أن يكون داعماً لهذه الإنجازات، ويسهم بفاعلية في تسويق مشاريعنا القومية، وخططنا التنموية. فهذه كلها موضوعات طرحناها للنقاش مع د.حصة العقيل مديرة الفرع النسائي لمعهد الإدارة العامة بالمنطقة الشرقية، والتي استضفناها في "لقاء العدد".

وانطلاقاً من الاهتمام بهذه الكوادر ودورها الفعال في مجال التنمية الإدارية؛ فإننا نطرح معكم في "تحقيق العدد" كيفية التعامل مع "الموظف العنيد" وترويضه، وهو ما يعد نوعاً من التأهيل للاستفادة من جهوده وأقرانه، وتوظيفهم على نحو فعال ودمجهم في مسيرتنا التنموية.

ولعل إصلاحات بيئة الأعمال، وترسيخ دعائم التنمية الإدارية لن تؤتي ثمارها إلا إذا كان لدينا "البديل المناسب في الوقت والمكان المناسبين"، وهي أصدق مقولة يمكن أن تعبر عن تحقيق "التعاقب الوظيفي" أو ما يعرف بالإحلال الوظيفي الذي يعد بمثابة تجديد لشباب الكوادر الإدارية والضخ المتجدد للدماء في إدارة مؤسساتنا المختلفة على كافة المستويات، لا سيما على مستوى القيادات الإدارية، وهو ما نتناوله معكم في تقرير هذا العدد بعنوان: "التعاقب الوظيفي".

فهذه الموضوعات، وغيرها، والتي نقدمها لكم على صفحات المجلة ندعوكم لمطالعة تفاصيلها، بالإضافة إلى عدد من الأبواب الجديدة، والثابتة، والموضوعات المتميزة، وباقة منتقاة من المقالات لخبراء وإعلاميين ومتخصصين معنيين بالشأن الإداري.

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة