التمكين الذكي "نظام الهايبريون"

​تتنافس شركات البرمجيات لتقديم كل ما هو جديد ومبتكر بصفة مستمرة، مستفيدة من الطاقة الكامنة للتطبيقات الإلكترونية، التي تعتمد على الذكاء الصناعى ووسائل الاتصالات وأنظمة المعلومات الحديثة لتحقيق رؤية المنظمات ورسالتها وأهدافها بأقل تكلفة وأسرع وقت ممكن. وذلك من خلال ربط، وتحويل، وتحليل المعلومات والبيانات، وعرض النتائج على متخذي القرار آنياً، بدلاً من الاعتماد على الأنظمة التقليدية التي تستغرق وقتاً وجهداً لتجميع وتوثيق واعتماد ونقل المعلومات، وإعداد التقارير المطلوبة في صورة ورقية. ومن هنا يساعد التمكين الذكي The intelligent Empowerment متخذي القرار في التحول من البحث عن المعلومات إلى الوصول الفوري إلى البيانات واتخاذ القرار بصورة دقيقة وسريعة.

كما تؤتي الثورة المعلوماتية الحديثة ثمارها من جهة أخرى، بالتنقيب عن البيانات المطلوبة Data Mining ، وضم المؤتلف وفصل المختلف، حسب الحاجة أو الرغبة لمتخذي القرار، أو جمع العناصر المتشابهة، كالإيرادات والنفقات، أضف إلى ذلك القدرة على تحديد الحيز المالي (الفرق بين النفقات وتوقعات الإيرادات و فرص التمويل المتاحة) بناءً على المبادرات والسياسات المستهدفة، وكذلك مراقبة، أو محاولة العبث بالأصول الثابتة، أو الدخول والخروج من وإلى مناطق جغرافية محددة، والحصول على تنبيهات بالبريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة لاتخاذ القرارات المناسبة في حينها.

وانطلاقاً من الجهود الحثيثة للمملكة للالتحاق بركب العالمية، ووصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة، تسعى وزارة المالية في المملكة خلال الفترة القادمة لأتمتة مراحل إعداد الميزانية العامة وتطبيق نظام (الهايبريون) كأحد أنظمة التخطيط المالي، والذي صممته شركة أوراكل، ليتوافق مع التخطيط المالي وإعداد التقارير، وتمكين القادة من اتخاذ القرارات الإستراتيجية، عبر شبكة معلومات خاصة تسمى  Government Financial Management Information system (GFMIS)، والجدير بالذكر أنه يتم استخدام هذا النظام في العديد من المنظمات العالمية  والدول الكبرى لدعم وتعزيز الاستدامة المالية.

ويعتبر نظام "الهايبريون" أحدث التطبيقات الآلية في أنظمة تخطيط وإعداد الميزانية العامة، وأبرز جوانب الابتكار الحديثة في التخطيط المالي الذكي، والذي يهدف إلى تمكين صانع القرار (في المؤسسة أو الهيئة الحكومية) من الوصول الفوري إلى البيانات المالية عبر شاشات متطورة لدعم عمليات (الاعتمادات والموافقات)، في مسار إعداد الميزانية العامة. كما يهدف تطبيق نظامGFMIS  إلى تطوير التخطيط المالي والتوقعات النقدية، وتنفيذ الأعمال المتداخلة وتكاملها بما يسمى بـ"استخبارات الأعمال"  وكل ما يتعلق بالتعيينات والترقيات تلقائياً. 

حيث يقوم البرنامج بسحب المعلومات اللازمة من النظام، والخاصة بأعداد الموظفين ودرجاتهم ومسمياتهم الوظيفية، والوحدات التنظيمية التابعين لها، وإدخالها آلياً في نظام "الهايبريون"، ومن ثم معالجتها واستخدامها في مراحل إعداد الميزانية؛ الأمر الذي يكون له أثراً كبيراً في تقليل المدة الزمنية والجهد المبذول في إعداد الميزانية، فضلاً عن دعم متخذي القرار بمعلومات أكثر دقة وشمولية، وربط عمليات تخطيط الموارد الحكومية، بناءً على المبادرات والسياسات الحكومية حسب الأولويات الإستراتيجية للحكومة. كما يُمكٍن نظام "الهايبريون" من تقدير الميزانيات لسنوات قادمة وفق أسس علمية دقيقة؛ مما يدعم مبادرات وبرامج وتطلعات رؤية المملكة 2030، الأمر الذي من شأنه أن يعزز المكانة الريادية للمملكة محلياً، وإقليمياً، وعالمياً.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة