د.محمد عبده يماني..من دراسة الجيولوجيا إلى وزارة الإعلام

​​ولد معالي د.محمد عبده يماني في مكة المكرمة عام 1940م، والتحق بمدرسة "الفلاح" وتدرج بمراحلها المختلفة؛ حتى حصل على الشهادة الثانوية عام 1959م. كان حريصاً على شراء الكتب؛ للتزود بمختلف المعارف والعلوم، فقد كانت الكتب هي المنفذ الوحيد الذي كان يخرجه خارج حدود مدينته، وكان لها الأثر الكبير في توسيع مداركه الفكرية وتنمية ثقافته بشكل عام.

دراسته الجامعية

اتجه لإكمال دراسته الجامعية بجامعة الملك سعود في الرياض في تخصص الجيولوجيا؛ لينال البكالوريوس في علم الجيولوجيا عام 1963م، ثم عين معيداً بها، وساهم بإصدار أول مجلة لها باسم "مجلة العلوم". استمرت تلك الخطوات الراسخة في ترقي سلم العلم بابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية|؛ لينال درجة الماجستير عام 1966م، ثم الدكتوراه عام 1968م متخصصاً في مجال الجيولوجيا الاقتصادية ودبلوماً عالياً في إدارة الجامعات بتوصية من أستاذه المشرف الذي رأي فيه من المزايا التي تؤهله لإدارة الصروح التعليمية.

مسيرته العملية

بعد العودة شهد له الجميع بذلك العشق والشغف بقاعات الدراسة والتدريس بجامعة الرياض؛ فلم تبخل عليه بجودها فترقى بعدها إلى أستاذ مساعد ثم أستاذاً، ثم وكيلاً لوزارة المعارف عام 1972م، وقد حرص خلال فترة عمله فيها على تطوير المكتبات المدرسية بتوفير كتب تتفق مع حاجات الطلاب في مدارسهم، خصوصاً في المرحلتين الثانوية والمتوسطة، وبعض الكتب التي تنمي في الأطفال حب الاطلاع والقراءة وكذلك إدخال التلفزيون التعليمي في المدارس وتدريس القرآن الكريم بصورة مبسطة للناشئة.

لم يكن معالي د.محمد عبده يماني إلا رجل علم وتعليم، فجاء تعيينه وكيلاً ثم مديراً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 1973-1975م متفقاً مع ميوله وشغفه، فساهم خلال فترة عمله في الجامعة بربط الجامعة بالروافد الثقافية في المجتمع وأنشأ مجموعة من النشاطات التي ساهمت في إحياء الثقافة في الجامعة وخارجها، وربطها ليس بالمنطقة الغربية ومنطقة جدة ومكة فقط، ولكن بجميع أجزاء المملكة.

وزيراً للإعلام

كان اختياره وزيراً للإعلام في عام 1975م مفاجأة كبيرة له، فلم يكن يتوقع أن يرشح للإعلام، ولم يدر بخلده قط هذا الموضوع، فهو رجل أكاديمي وكان جل همه التركيز على  الجامعة التي كان يدرّس بها ويديرها في الوقت نفسه، وقد اتفق الجميع على أن عهده في الإعلام كان من أفضل الفترات التي مرت بالإعلام، فقد حفلت بالعديد من المنجزات، مثل افتتاح إذاعة القرآن الكريم وإذاعة قرارات مجلس الوزراء التي أصبحت عادة متبعة، وتطوير التلفزيون واعطاء فرصة أوسع للمثقفين للمشاركة، وأصدر قراراً بإعطاء حرية أكبر لمدراء الجامعة وأساتذتها باستيراد الكتب.

عودته للجامعة

ثم عاد د.محمد عبده يماني إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى بجامعة الملك عبد العزيز عام 1983م، وكانت فرحته عظيمة عند اكتشافه أن معظم أساتذة الجامعة هم من أبنائه الطلبة الذين كان قد أولاهم عنايته. وقد اهتم بالبحث العلمي وأصدر طائفة واسعة ومتنوعة من الكتب والأبحاث بلغت 66 كتاباً مع ترجماتها إلى عدة لغات، وتوفي د.محمد عبده يماني في الثامن من شهر نوفمبر عام 2010م بعد حياة حافلة بالعطاء الإنساني المتميز. ​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة