عبدالله الطريقي وزيراً

​​إن النجاحات التي حققها عبدالله الطريقي في مسيرته العلمية والعملية لم تكن لتتحقق لولا الدعم الذي وجده من حكومة بلاده؛ فهي التي قررت ضمه للبعثة السعودية في القاهرة، كما أن الملك عبدالعزيز بنفسه، هو الذي وجه بابتعاثه إلى أميركا، ثم قيام الحكومة بتعيينه مديراً عاماً لشؤون الزيت والمعادن، وبالتالي إعطاءه كل الصلاحيات وتخويله التفاوض مع الشركات النفطية، وقيامه بتعيين واستقطاب الكفاءات الشابة للعمل معه بتوجيه وإشراف من وزير المالية عبدالله السليمان، ثم من خلفه محمد سرور الصبان.

جهود الطريقي وأعماله وتفانيه وإخلاصه كانت محل تقدير وإعجاب المسؤولين في حكومة بلاده الذين توجوا جهوده بتعيينه وزيراً للبترول والثروة المعدنية كأول وزير يتولى حقيبة وزارة البترول بعد استقلال إدارة شؤون الزيت عن وزارة المالية.

في تاريخ 3/ 7/ 1380هـ الموافق 21 ديسمبر 1960م أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً أعاد فيه تشكيل الحكومة السعودية، وكان عبدالله الطريقي أحد أعضاء هذه الحكومة. بصدور هذا المرسوم الملكي، تبوأ عبدالله الطريقي منصب وزير البترول والثروة المعدنية، كأول وزير لهذه الوزارة الناشئة، وبذلك انتقل عمله من مدينة جدة إلى مدينة الرياض.

تنظيم الوزارة

ولم ينتقل من جدة إلى الرياض إلا الموظفون المعنيون بشؤون النفط فقط، أما الموظفون المعنيون بشئون التعدين، فيبقون في الإدارة التي تحولت إلى فرع للوزارة برئاسة الدكتور فاضل القباني. وبعد النقل إلى الرياض استحدثت إدارات وأقسام عدة.

وفي مقالة كتبها عبدالهادي طاهر، في العدد الأول من مجلة "أخبار البترول والمعادن" تحدث عن التنظيم العام لوزارة البترول والثروة المعدنية، بيًن فيها أن للوزارة أهدافاً أُنشأت لها الوسائل اللازمة لتحقيقها بواسطة مجموعة من الفنيين والإداريين، الذين يتعاونون لتحقيق هذه الأهداف بمعدل عالٍ من الكفاية والسرعة. وذكر أنه تم تقسيم الوزارة بناء على التخصص، وفقاً لأحدث المبادئ التي توصل إليها علم الإدارة.

وذكر أن الوزارة تختص برسم التخطيط العام للسياسة البترولية والمعدنية في المملكة العربية السعودية وفي الجزء المشاع لها في المنطقة المحايدة، السعودية الكويتية، بما يكفل تنمية الثروة البترولية والمعدنية وحسن إدارتها واستثمارها والمحافظة عليها بالشكل الذي يكفل حقوق الدولة في استحقاقاتها على الشركات، كما تتولى الوزارة تطبيق السياسة البترولية والمعدنية ووضعها موضع التنفيذ.

وحدد عبدالهادي طاهر القسمين الرئيسين اللذين تنقسم إليهما الوزارة وهما: القسم الذي يرسم السياسة البترولية والمعدنية، وهو قسم ينهض به الوزير بالتعاون مع مستشاريه من اقتصاديين وقانونيين وفنيين، والقسم الآخر يختص بالأعمال التنفيذية.

______________________________________________

من كتاب: عبدالله الطريقي.. صخور النفط ورمال السياسة. تأليف: محمد بن عبدالله السيف.​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة