جوهر الإدارة

​لطالما تساءلت عن العامل الأساسي الذي يجعل طريقة الإدارة تختلف من ثقافة إلى ثقافة، ومن بيئة إلى بيئة، ومن مجتمع إلى مجتمع! ولطالما تساءلت، وفكرت في الإجابة عن السؤال التالي: ماهي الطريقة الصحيحة للإدارة، وهل يوجد أصلا ​طريقة مُثلى للإدارة؟

وبعد طول تأمل وتفكير؛ توصلت إلى نتيجة جوهرية، وهي أن النظرة للإنسان هي التي تحدد طريقة الإدارة، والمعنى أن الإدارة ليس لها شكل محددة وآلية ثابتة، وإنما هي عبارة عن أسلوب في التعامل مع الإنسان بمشاكله، واحتياجاته كما هي في الواقع؛ وبالتالي يصبح اختلاف طرق الإدارة أمر حتمي واجب عقلياً؛ وفقاً للاختلافات السابق ذكرها، كما أن مشاكله، واحتياجاته تصبح أيضا مختلفة باختلاف مكانه؛ وبناء على ذلك فإن القول بوجود شكل واحد من أشكال الإدارة، أو طريقة واحدة هو أمر لا يصح عقلا...

ولذلك إن أول خطوة حقيقية نحو الإدارة تبدأ من النظرة الناقدة للإنسان الذي أمامنا؛  بحيث يتم تشخيصه وتحديد مواطن الضعف والقوة فيه وهو ما يعرف في علم الاجتماع بـ"تشيئ الظاهرة الإنسانية"، وذلك حسب وصف العلامة "إميل دوركايم" ومنه إن العمل على دراسة وتشخيص الفرد السعودي هو أمر حيوي وجوهري ومهم للإدارة التي تسعى لصناعة فرد منتج.

 وذلك لأننا إذا ما استطعنا تشكيل قاعدة معلومات تشخص لنا الفرد السعودي كما هو في الواقع؛ سنستطيع عندها توجيه الجهد الإداري نحو مواطن ضعف الإنسان السعودي؛ وبالتالي معالجة مواطن الضعف في الفرد؛ مما يسمح ببناء إنسان لدية قابلية أعلى للإنتاجية، ومنه إن تشخيص الفرد السعودي، ودراسته نفسيا، واجتماعيا هو الركن الجوهري والأساسي لأي عمل إداري يهدف إلى الارتقاء بالفرد السعودي.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة