ناصر بن حمد المنقور..تجربة إدارية ثرية

​ولد معالي الأستاذ ناصر المنقور في حوطة سدير شوال 1348 هـ (أبريل 1930م)، وقد تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مكة المكرمة-وفقاً لسيرته الذاتية كما تستعرضها جريدة اليوم-ثم التحق بجامعة القاهرة وتخرج بدرجة بكالوريوس في الآداب سنة 1952م، وتقلد العديد من المناصب؛ ففي عام 1952م التحق بوزارة الخارجية برتبة ملحق، وفي العام نفسه عين معتمداً للمعارف في منطقة نجد، وفي عام 1954م عين مديراً للتعليم في منطقة نجد، وفي عام 1955م أصبح مديراً عاماً مساعداً للتعليم، وفي عام 1956م عين مديراً عاماً للتعليم، وفي عام 1957م عين مديراً عاماً بوزارة المعارف، وفي عام 1958م عين مديراً لجامعة الملك سعود بالرياض، وفي عام 1959م عين وزير دولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء للعمل والشؤون الاجتماعية، وفي عام 1964م اعتمد سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى اليابان وجمهورية الصين الشعبية وكوريا الجنوبية.

في عام 1968م اعتمد سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى السويد والدنمارك والنرويج، وفي عام 1973م اعتمد سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى إسبانيا، وفي عام 1980م اعتمد سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة، وسفيراً غير مقيم لدى جمهورية إيرلندا عام 1982م، وترك لندن إلى وزارة الخارجية في الرياض عام 1992م، ثم أحيل للتقاعد في شهر محرم 1417هـ مايو 1996م.

وقد تحدث وزير الدولة عضو مجلس الوزراء عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر عن الأستاذ ناصر المنقور بقوله: معالي الأستاذ ناصر بن حمد المنقور زميل قديم وأخ عزيز، وصديق وفيّ، ومسؤول مخلص، وإداري بارز، تقلّب في عدة مناصب؛ منها مرتبة وزير، وآخرها سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة في لندن. كان مثال المسؤول الناجح، عُرف عنه ولاؤه لولي الأمر، وحبه لوطنه ومواطنيه، وسعيه إلى ما يعود عليهم بالخير، وما يأتي لهم بالنفع.

وتحدث عنه الأستاذ عبد الله العلي النعيم أمين مدينة الرياض السابق فقال: معالي الشيخ ناصر المنقور واحد من الذين يخلدهم تاريخ بلادنا، عرفته عن قرب منذ حوالي 50 عاماً، وواكبت عطاءه المتدفق، كنت قريباً منه في وزارة المعارف، وقريباً منه في جامعة الملك سعود عندما كان مديراً لها مع عمله كمدير عام لوزارة المعارف، ولعلي أنبه إلى أن جهود معاليه في إنشاء الجامعة كان أساسياً ورائداً؛ فقد واكب بدايتها واهتم بنشأتها وساهم في وضع نظامها وذلك قبل أن يتسلم إدارتها. في بداية عمله بعد تخرجه من الجامعة وبعد تسليم معتمدية المعارف في نجد عمل على نشر التعليم في منطقتنا العزيزة وشجع الأهالي على استقبال المدارس، وبذل في ذلك جهداً غير عادي بأسلوبه المميز وإقناعه الأهالي، فقد كان سمح الوجه، قادراً على التعبير والإقناع، هادئاً عندما يتكلم، بشوشاً عندما يقابل؛ لذلك كان تأثيره كبيراً على الأهالي، وعندما أصبح مديراً عاماً للوزارة شملت نجاحاته مختلف مناطق المملكة بنشر المدارس وإشعاع التعليم والثقافة، كان ينتهز حماس الملك سعود- رحمه الله- للتعليم، وحرص وتشجيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - عندما كان وزيراً للمعارف، وبعده معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، عندما كان وكيلاً للوزارة ثم وزيراً لها - رحمه الله -. لذلك كان يعمل ليل نهار من أجل توسيع رقعة التعليم وانتشاره في أنحاء المملكة. ولمقدرته وكفاءته وحسن خلقه، وجودة تعامله؛ اختارته القيادة العليا للعمل وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ثم وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية. وبعد تقاعده من العمل كوزير، لم يجد أن شخصاً عظيماً ديناميكياً مثله يمكن أن يركن إلى التقاعد والراحة فعمل مديراً عاماً لشركة اليمامة للأسمنت لفترة قصيرة، ولم يقل أنا كنت وزيراً فكيف أكون مدير شركة، هكذا الرجال الأفذاذ لا ينظرون إلى المنصب وإنما إلى العطاء الذي يمكن أن يقدموه لوطنهم.

وقد توفى معالي الأستاذ ناصر المنقور في يوم الأربعاء 11 رجب 1428هـ.​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة