جراهام أليسون

ولد "جراهام أليسون" في مدينة "شارلت" في ولاية "نورث كارولينا"، وهو بروفيسور "دوجلاي ديليون" في الدراسات الحكومية، بروفيسور في العلوم السياسية والشئون الدولية يشغل مدير مركز "بلفور" للعلوم والشئون الدولية في جامعة "هارفارد" الأمريكية. وشغل من عام 1977-1989م عميد كلية "جون كنيدي" للحكومة في جامعة "هارفارد"، وقد أكمل الزمالة في الشئون الدولية لمجلس العلاقات الخارجية، وعمل كأحد الباحثين الرئيسين في برنامج البحث للجنة التنظيم الحكومي لإدارة السياسة الخارجية، والتي كانت تعرف بلجنة "مورفي". كما شغل وظيفة مساعد وزير الدفاع للسياسة والتخطيط في الفترة الأولى من عهد الرئيس "كلينتون"، حيث نسق بين سياسة وإستراتيجية وزارة الدفاع بشأن روسيا وأوكرانيا والدول الأخرى المنفصلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي.

مساهماته

يعتبر "جراهام أليسون" من المؤلفين حديثي العهد بعلم الإدارة العامة نسبياً. كانت مساهمته الرئيسة في الإدارة العامة تتجسد في تحليله المفصل لصناعة القرار في السياسة الخارجية الحكومية بعنوان: "جوهر القرار"، والذي أعاد نشره حديثاً في نسخة مطورة عام 1999م والذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً في حقل العلوم السياسية.

وقد حدد "أليسون" ثلاثة نماذج مفاهيمية لتحليل صنع القرار الحكومي. وكان النموذج الأول (التقليدي) هو النموذج العقلاني أو المنطقي، ويتكون من قرارات هادفة للحكومات الوطنية الموحدة. وهو ناتج عن حساب الأمور في حالة معينة ويقدم أهدافاً محددة.

النموذج الثاني كان نموذج العملية المنظمة، الذي يؤكد على العمليات والإجراءات الخاصة بالمنظمات الكبيرة التي تشكل الحكومة. ويشتمل النموذج الثاني على الاعتبارات التي تتضمن "الوحدات المتناغمة" أي التوجيهات، وهي عبارة عن صناديق سوداء تحمي أجهزة وأدوات متنوعة في بنية رفيعة من عمليات صنع القرار المختلفة، ومن أفعال كبيرة ناتجة عن أفعال صغيرة متضاربة ومتعددة من قبل الأفراد في مختلف مستويات الأنظمة البيروقراطية المخصصة لخدمة مجموعة متنوعة من المفاهيم ذات الانسجام الجزئي مع الغايات الوطنية والأهداف السياسية.

أما النموذج الثالث فيُطلق عليه النموذج البيروقراطي والسياسي الحكومي، والذي يركز على سياسات الحكومة، وما يجري وما يتم الفصل فيه، ويتميز كنتاج لمجموعة من لعب التفاوض المتنوعة بين اللاعبين المختلفين في الحكومة الوطنية.

وقد تابع "أليسون" استخدام هذه النماذج كنموذج تحليلي بعرض منظم للافتراضات الأساسية والمفاهيم والمقترحات المقدمة من قبل مدرسة التحليل، ثم قام بعد ذلك بوصف مفصل للمتغيرات والمقترحات والتعقيدات المرتبطة بأزمة الصواريخ الكوبية ولم يفضل أي نموذج على حساب النماذج الأخرى.

يعالج النموذج الأول السياق الأوسع، وكذلك النماذج الوطنية الأكبر والمفاهيم المشتركة، وضمن هذا السياق يلقي النموذج الثاني الضوء على الروتين التنظيمي الذي ينتج المعلومات والبدائل والأفعال. وضمن سياق النموذج الثاني يركز النموذج الثالث بتفصيل أعمق على القيادات الفردية للحكومة والسياسات فيما بينها والتي تحدد الخيارات الحكومية المهمة. وتعمل أفضل التحليلات للسياسة الخارجية على رسم خطة متماسكة من كل واحد من النماذج المفاهيمية الثلاثة بغية تفسيرها.

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة