القاهرة تستضيف أعمال الملتقى العربي الأول للعلاقات العامة

  • القحطاني لـ"التنمية الإدارية": يجب أن يكون المواطن طرفاً أساسياً في صيغ التنمية الشاملة ومعهد الإدارة العامة يهتم بتخصص العلاقات العامة منذ 40 عاماً وقام بتخريج العديد من الكفاءات السعودية والعربية
  • الملتقي استعرض تجارب عربية ودولية ناجحة وتوصيات مهمة حول توظيف أدوات العلاقات العامة في التوعية بالتنمية المستدامة
  • وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الاداري: الملتقى تضمن مفاهيم وقيماً مهمة في التوعية والمساندة والمشاركة الإعلامية
  • الجامعة العربية توافق على تأسيس شبكة عربية للعلاقات العامة والاتصال والإعلام وتحقيق التواصل الفعال
  • مشاركة ١٦ دولة عربية ونخبة من الخبراء والمتخصصين والباحثين في المسؤولية الاجتماعية والإعلام الرقمي والعلاقات العامة

 

​​احتضنت المنظمة العربية للتنمية الإدارية في مقرها بالعاصمة المصرية القاهرة فعاليات أعمال الملتقى العربي الأول للعلاقات العامة بعنوان: "دور العلاقات العامة في تعزيز التنمية المستدامة لدى الحكومات والمجتمع: توعية-مساندة-مشاركة"، والذي أقيم تحت رعاية د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في جمهورية مصر العربية، خلال الفترة من 17-19 ديسمبر 2018م. بحضور ١٦ دولة عربية، وعدد كبير من المختصين العرب وخبراء العلاقات العامة والإعلام التقليدي والرقمي.

بيت الخبرة

وفي افتتاح أعمال الملتقى أشارت راعية الحفل د.هالة السعيد في كلمتها التي ألقتها بالنيابة عنها د.هويدا بركات رئيس وحدة التنمية المستدامة بالوزارة إلى أهمية هذا الملتقى، والذي يأتي في إطار الدور الفاعل الذي تقوم به المنظمة العربية للتنمية الإدارية باعتبارها بيت الخبرة العربي لتحقيق التنمية الإدارية في الأقطار العربية، كأحد الروافد الرئيسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في الدول العربية الشقيقة.

التنمية المستدامة

وأكدت د.هالة السعيد على جهود تحقيق التنمية المستدامة. مشيرة إلى ما تضمنه عنوان الملتقى من مفاهيم وقيم في غاية الأهمية متمثلة في: التوعية، والمساندة، والمشاركة. وأوضحت أن هذه المفاهيم تمثل الركائز الأساسية لأي جهود وطنية وإقليمية أو أممية تستهدف تحقيق التنمية المستدامة. وتابعت أن التوعية بأدواتها ووسائلها المختلفة تسهم في تحفيز المشاركة الإيجابية والفاعلة من مختلف شركاء التنمية لتوفير المساندة الداعمة لجهود الدول والحكومات لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

ولفتت السعيد إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة في نشر وتنمية الوعي الصحيح بقضايا التنمية وجهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وأشارت إلى حرص وزارة التخطيط المصرية على دعوة مختلف وسائل الإعلام في كافة المؤتمرات وورش العمل؛ باعتبارها شريكاً أساسياً في عملية التنمية، فضلاً عن كونها تمثل قناة التواصل الرئيسية مع كافة فئات المجتمع.

كما أوضحت الوزيرة أن الملتقى العربي الأول للعلاقات العامة في دورته الأولى يمثل مناسبة جديدة تسهم في فتح آفاق التعاون الجاد بين الدول العربية الشقيقة في أحد المجالات المهمة والحيوية وهو دور العلاقات العامة والتواصل ونشر الوعي؛ باعتباره ركيزة أساسية لدعم جهود الدول لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وأكدت على ضرورة تعظيم الاستفادة من كافة الفرص، وتكامل كافة المبادرات والجهود وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي تطلعات الشعوب العربية.

الدور الجديد

وفي ذات السياق أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية د.ناصر الهتلان القحطاني-في تصريح خاص لمجلة " التنمية الإدارية"-على أن المنظمة هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية وتقدم مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج بما فيها نشاط العلاقات العامة الذي يعتبر مكون أساسي لكل المنظمات في كل المجتمعات، سواء كان نشاط العلاقات العامة وحده، أو إلى جانب الاتصال والإعلام.

وأضاف القحطاني أن المنظمة معنية بنشاط العلاقات العامة والإعلام، فمنذ عام 2013م وهي تنظم المؤتمر الخاص بالعلاقات العامة، وكان أول مؤتمر لها في "فيينا" بالنمسا، وشهد حضوراً وتفاعلاً كبيرين بمشاركة خبراء دوليين، ثم توالى حضور النسخ حتى النسخة الرابعة من الملتقى، وهذا العام تقرر أن تكون الفعالية عبارة عن ملتقى يركز على موضوع واحد، وبالتالي تم الاتفاق على إطلاق النسخة الأولى للملتقى العربي الأول الخاص بالتنمية المستدامة، ودور الحكومات ودور العلاقات العامة في تعزيز التنمية المستدامة مع الحكومات والمجتمع.

وأشار إلى أن هذا هو الملتقى العربي الأول الذي ينفذ في القاهرة، والملتقى القادم سينفذ في عاصمة عربية أخرى، وقد اعتادت المنظمة على العمل مع أحد الشركاء؛ ولهذا فقد قامت المنظمة بتنظيم المؤتمر السنوي هذا العام في سلطنة عمان بالشراكة مع الحكومة العمانية، وقبل ذلك تم تنفيذ المؤتمر في أبو ظبي بالشراكة مع الحكومة الإماراتية التي ساهمت بالرعاية والتمويل، وعادة تقوم المنظمة بتنظيم الفعاليات داخل مقر المنظمة إذا لم يكن معها شريك في الفعالية يقوم بالاستضافة للحدث وتقديم كافة أشكال الدعم.

وأوضح أن الملتقى في هذا العام يشهد نجاحاً كبيراً؛ من خلال أعداد وتخصصات الحضور المشاركين في الملتقى، وقد تلقينا أسئلة واستفسارات خاصة بعمل المنظمة وأنشطتها وعدم معرفة بعض المشاركين بنشاط المنظمة بشكل عام، وهو ما جعلنا نهتم أكثر بالأحداث والفعاليات المهمة ومنها فعاليات العلاقات العامة والإعلام.

اهتمام المعهد

وواصل د.القحطاني حديثه عن اختيار موضوع الملتقى هذا العام وتحديده بالتنمية المستدامة، فقال القحطاني: "هناك اهتمام كبير من جانب المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وكذلك جامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة بقضايا التنمية المستدامة وكيفية توصيل الرسالة للحكومات والمجتمع وتعزيز دور المواطن في التنمية والمساهمة في تعزيز قيم المحاسبة والمساءلة من قبل المواطن للحكومات فيما يتعلق بما تم تحقيقه في مجال التنمية المستدامة، وفي الوقت نفسه نحن حريصين على الشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، ويجب أن يعاد النظر في صيغ التنمية الشاملة والتنمية الإدارية؛ بحيث يكون المواطن طرفاً أساسياً في التنمية؛ حيث أن كثيراً من خطط التنمية لم تشرك المواطن في هذه الخطط وعدم وجود تواصل فعال مع المواطن، ولهذا تسعى المنظمة إلى توصيل رسالة مفادها إن العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية لها دور في توصيل رسالة مشاريع التنمية المستدامة.

كما بدأنا في تأسيس شبكة عربية للعلاقات العامة، وسيتم اطلاقها بحيث يشارك من كل دولة عربية شخص، وقد حصلنا على موافقة الجامعة العربية ومجلسها الاقتصادي والاجتماعي. ويتمثل هدف هذه الشبكة في أن يكون هناك مساحة للمختصين والخبراء في العلاقات العامة والاتصال والإعلام وتحقيق التواصل الفعال بينهم وهو ما يدعم نشاط المنظمة في هذا المجال، وقد يتطرق الاهتمام إلى إنشاء جمعية عربية للعلاقات العامة-قد يتم اطلاقها لاحقاً-ولكن لا توجد لدينا حتى الآن معلومات كافية عن أعداد المختصين في هذا المجال ومستويات تأهيلهم وإعدادهم في هذا التخصص.

وقد أكد د.ناصر القحطاني على أن معهد الإدارة العامة في المملكة العربية السعودية يهتم بتخصص العلاقات العامة منذ 40 عاماً وقام بتخريج العديد من الكفاءات السعودية والعربية، نظراً للأهمية الكبيرة لهذا التخصص الذي تحتاج إليه كل منظمة أو جهاز، ولدى قناعة شخصية بأن العلاقات العامة والإعلام والاتصال مهم جداً ولا زلنا بحاجة إلى تطوير هذا الملتقى.

الجمهور وتطوير المنظومة

وأشار القحطاني إلى أن الملتقى استهدف تسليط الضوء على الدور الجديد للعلاقات العامة في تفاعل الجمهور المستهدف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومساندة الحكومات بتقديم التصورات والمقترحات لتطوير منظومة التواصل والعلاقات العامة لدعم أهداف التنمية المستدامة، وإبراز دور الإعلام والاتصال في نشر الوعي بأهمية التنمية المستدامة ودعم برامجها وأهدافها، وعرض أبرز ملامح التحول والتطور في منظومة العلاقات العامة (التقليدية، والرقمية) لتحقيق مزيد من التفاعل الجماهيري لمساندة ودعم أهداف التنمية المستدامة، وإبراز دور الحكومات والمجتمع المدني في مواجهة الشائعات لدعم أهداف التنمية المستدامة، مع تقديم نماذج لأهم برامج المسؤولية الاجتماعية للقطاعات المختلفة لخطط وبرامج التنمية المستدامة، وعرض نماذج وتجارب دولية لأفضل الممارسات في التوعية بالأبعاد المختلفة للتنمية المستدامة.

تجارب ناجحة

وعرض الملتقى على مدار ٣ أيام عدداً من التجارب العربية والدولية الناجحة من السعودية، وسلطنة عمان، والإمارات، ومصر، ولبنان، والسودان، والجزائر؛ التي استخدمت أدوات العلاقات العامة التقليدية والرقمية في توضيح وشرح أبعاد أهداف التنمية المستدامة لزيادة الوعي والإيمان بها، وأثر ذلك على تفهم وتقبل المواطن لها وعدم مقاومة التغيير المطلوب لتحقيقها، وابتكار الحلول المعتمدة على التطورات المتسارعة لتكنولوجيا الاتصال.

جلسات الملتقى

كما تضمنت جلسات الملتقى عرض أوراق عمل سلطت الضوء على عدة محاور، والتي منها محور أدوات العلاقات العامة الرقمية في تعزيز سمعة الدول لدعم برامج التنمية المستدامة، حيث تم عرض الاتجاهات المتزايدة في التحول الذي يحدث في مفهوم العلاقات العامة، ومناقشة مختلف الإستراتيجيات الرقمية والخطوات العملية التي يمكن للبلدان والمؤسسات العامة والخاصة وأيضاً العلامات التجارية للاستفادة منها، إضافة إلى الأوجه الجديدة للعلاقات العامة كالتحول الصامت، وإدارة السمعة الرقمية، وإستراتيجية المحتوى المناسب على منصات التواصل الاجتماعي، والحسابات الزائفة ودورها في إضعاف سمعة الدول والمجتمعات، والذكاء العاطفي، وآليات قياس وتقييم أداء العلاقات العامة الرقمية.

كذلك تم مناقشة محور أدوات العلاقات العامة التقليدية والرقمية لدعم التنمية المستدامة، ودورها الأساسي في تحسين مناخ العمل المؤسسي داخلياً وخارجياً؛ بما يوفر بيئة داعمة للنمو والتطوير. وتم التطرق أيضاً لمحور المسؤولية الاجتماعية للإعلام والاتصال وقضايا التنمية المستدامة من منطلق الوظيفة الاجتماعية لوسائل الإعلام والاتصال، والتي تحدد مسؤوليات اجتماعية لهذه الوسائل تجاه المجتمع؛ نظراً لتأثير هذه الوسائل على سلوك الجمهور إزاء القضايا المختلفة، والتصدي للمعوقات التي تحول دون تحقيق هذه الأهداف والبرامج. أما محور القصص والتجارب الناجحة لتوظيف العلاقات العامة الرقمية لدعم التنمية المستدامة فاستعرض بعض الممارسات والتجارب العملية العربية والدولية التي قدمها المشاركون للوصول لأهداف التنمية المستدامة، ويتم تقسيم التجارب وفقاً للأهداف حسب البُعد الذي يغطيه كل هدف قطاعياً إلى ثلاثة موضوعات: اقتصادية، اجتماعية، وبيئية، والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

نخبة من الخبراء

وقد شارك في أعمال الملتقى نخبة من الخبراء والمتخصصين والباحثين العرب في مجال الإعلام والعلاقات العامة والتنمية المستدامة من عدة دولة عربية وهي: "البحرين، وسلطنة عمان، وليبيا، وفلسطين، والكويت، والإمارات، والقمر المتحدة، والعراق، ومصر، والسودان، والمغرب، والسعودية، والأردن، والصومال، واليمن، والجزائر"، إضافة إلى المنظمات الإقليمية والعربية والدولية، وبعض الوزارات والهيئات الحكومية، وعدد من شركات العلاقات العامة، والمنظمات غير الهادفة للربح، كما شارك عدد من مديري إستراتيجية وسائل الاعلام الاجتماعية، والمسؤولية الاجتماعية،  والاتصالات الداخلية، والإعلان الاجتماعي، وتسويق المحتوي، ومديري العلامة التجارية والتسويق، والتفاعلي.

توصيات الملتقى

 وأسفرت العروض والأبحاث والتجارب التي قدمها الباحثون ومناقشات المشاركين في الملتقى عن التوصيات التالية:

1-ضرورة الاهتمام بآليات القياس والمتابعة لخطط التواصل.

2-إعادة النظر في المناهج وطرق التدريس في كليات الإعلام ومواكبة التطورات المختلفة في العلاقات العامة، وحثها على تدريس مناهج في أخلاقيات العمل الإعلامي.

3-حث الحكومات العربية على سن قوانين لتطبيق مبادئ المسؤولية الاجتماعية والاستدامة.

4-تشجيع ممارسي العلاقات العامة على الانضمام للجمعيات المهنية الإقليمية والدولية.

5-تشجيع الإدارات العليا على فهم دور وأهمية العلاقات العامة.

6-التسويق لحملات التنمية المستدامة، أهدافها وبرامجها.

7-ضرورة منح إدارات العلاقات العامة والإعلام صلاحيات القيام بدورها كحلقة وصل بين المؤسسات والجمهور والمتعاملين معها.

8-أهمية تشكيل فريق عمل إلكتروني في المؤسسات؛ للتفاعل الإيجابي مع الجمهور.

9-الاستفادة القصوى من البيانات المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيهها لخدمة المجتمع لإنجاح الحملات الاعلامية.

10-تفعيل الشراكة بين إدارات العلاقات العامة ووسائل الإعلام.

11-تدريب العاملين في مجال الاتصال والعلاقات العامة على مواجهة الأزمات وطرق التعامل معها.

12-الدعوة إلى ضرورة إعداد الكوادر وتأهيلها في العلاقات العامة داخل المؤسسات بمختلف أنواعها.

13-تنظيم ملتقى دولي حول العلاقات العامة الرقمية، ودعوة باحثين أجانب لنقل خبراتهم في العلاقات العامة الرقمية كونهم السباقين في هذا المجال.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة