الظروف المصاحبة للمخالفة

​​فيما يلي معلومات ومعارف ينبغي على كل موظف أن يلم بها حتى يكون على دراية كاملة بحقوقه وواجباته والتزامات ولوائح العمل الحكومي.

قد توجد ظروف معينة تحيط بالمخالفة المرتكبة ينتج عنها تخفيف العقوبة أو تشديدها؛ الأمر الذي ينبغي على المحقق إدراكها والأخذ بها عند اقتراح العقوبة، وذلك على النحو التالي:

الظروف المخففة للعقوبة ومنها:

1-ضغط العمل؛ بسبب سوء توزيعه على الموظفين، أو قلة عددهم.

2-حسن نية الموظف المخالف.

3-حداثة السن وقت ارتكاب المخالفة.

4-حداثة عهد الموظف بالخدمة.

5-عدم وجود سوابق في ملف الموظف.

قضية:

أحيل أحد الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التحقيق؛ لسماع أقواله بخصوص ما نسب إليه من انصرافه قبل نهاية الدوام أكثر من مرة.

وقد أقر الموظف بهذه المخالفة، ودافع عن نفسه بحاجته إلى دورة المياه. ونتيجة لعدم وجود دورات المياه المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في المبنى الذي يعمل فيه؛ فإنه يضطر أحياناً للخروج إلى منزله؛ ونظراً لضيق الوقت فإنه لا يرجع إلى عمله. اعتبر المحقق ذلك ظرفاً مخففاً وتم مجازاته بعقوبة الإنذار.

الظروف المشددة للعقوبة ومنها:

1-السوابق.

2-سوء نية الموظف عند ارتكابه المخالفة، كمن يعتدي على رؤسائه في العمل، أو يقوم بتعطيل معاملات المراجعين دون سبب.

وأخيراً نستعرض حكماً لديوان المظالم رقم 122/ت/3 لعام 1407هـ، والذي أشار فيه إلى أنه وعلى هدي الأصول والمبادئ التي تحكم شؤون الوظيفة العامة،         وفي مجال التأديب بصفة خاصة ضرورة تناسب مقدار الجزاء ونوعه مع درجة خطورة الذنب الإداري؛ إذ يجب أن يكون الجزاء عادلاً بأن يخلو من الإسراف في الشدة، أو الإمعان في استعمال الرأفة.

وفي حكم آخر رقم 205/ت/ 3لعام 1409هـ أشار فيه الديوان إلى أنه "وقد اشترطت تلك الأسباب قيام قرار الجزاء على كامل سببه وملاءمته للمخالفات المسندة".

لذا على المحقق أن يدرك أن العقوبة إذا اتسمت بالغلو والشدة على نحو لا تتلاءم مع درجة المخالفة؛ فإن الجزاء التأديبي-والحال هذه-يصبح معيباً لمخالفته الأصول التي يتطلبها النظام ويمكن الطعن عليه أمام ديوان المظالم.

_______________________________________________

من كتاب: التحقيق الإداري أصوله وقواعده على ضوء نظام الخدمة المدنية ونظام تأديب الموظفين، للأستاذ أحمد بن عبدالرحمن الزكري​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة