إدارة التوازن بين العمل والحياة

مازال الكثير يجهل أن تأخير مهمة من مهام الحياة الاجتماعية، أو العملية قد تؤثر على سير أعمالهم وتجعلهم أكثر فوضوية، وتؤثر على يومهم؛ مما يؤدي إلى التقصير في باقي أمور الحياة. قد يعود التقصير في الواجبات لأسباب كثيرة ومنها الموازنة بين الحياة والعمل، فالكثير قد يدمج مهام الحياة الاجتماعية والخاصة مع مهام العمل والعكس، مما يؤثر على الكل. فالتوازن بين الحياة والعمل مهارة يصعب اتقانها؛ فمازال هناك من لا يستطيع انجاز مهامه العملية بسبب أن لديه مشاكل عائلية، وما زال هناك رؤساء يتسلطون على مرؤوسيهم لأن لديهم مشاكل مالية وهكذا. وعلى العكس، فهناك من يقصر في الجلوس مع أبنائه ومتابعة متطلباتهم اليومية؛ بسبب أن هناك مهام عملية عليه أن ينجزها، أو بسبب أن لديه مشكلة مع زميله في العمل.

اُستحدثت عبارة توازن الحياة المهنية في عام 1986م؛ ردآ على تزايد شواغل المنظمات والأفراد من أجل مواءمة جداول أعمالهم وحياتهم الخاصة، وتعني أن يكون هناك مقياس متى، وكيف، وأين يعمل، ومع ذلك فإننا نجد الكثير قد يرفض فرص العمل الجديدة والترقيات إذا وُجد أن هناك زيادة في ساعات العمل اليومية.

في المقابل، يتعين على المنظمات أن تُدرج سياسات حياة العمل وإستراتيجياتها التنظيمية لمساعدة الموظفين على إدارة التوازن بين حياتهم والعمل وإدارة أداءهم، وقد أسفرت نتائج بعض الدراسات عن أن العديد من السياسات، مثل خطط العمل المرنة تؤثر على التغيب والرضا الوظيفي والنزاعات الأسرية؛ فالموظفون يشعرون بالرضا عن مسئولياتهم عندما يلاحظون أن المديرين يعترفون بالتزامات الموظفين الشخصية.

ولذلك فإن التوازن بين العمل والحياة هو امتياز أساسي يجب أن تقدمه المنظمات لموظفيها، ويساعد على تحقيق التوازن بين المسئوليات الخاصة ومسئوليات العمل في زيادة أداء المنظمة ورفاه الموظفين. فبعض من مزايا التوازن بين العمل والحياة تشمل الرضا الوظيفي، وزيادة الأداء، كما يتعين على إدارات المنظمات وضع سياسات تُمكٍن الموظفين من تخصيص وقت للواجبات التي لا تتعلق بالعمل.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة