إلى اللقاء في معرض الكتاب القادم

​​مع نهاية العام الدراسي، وبدء الإجازة الصيفية، كم قرأنا من كتاب؟ في مجال تخصصنا، أو خارج التخصص.!!

لو طرح الواحد منا هذا السؤال على نفسه ربما تكون الإجابة: ولا كتاب.!!

والغريب أن الكثيرين يعتبرون أنفسهم قارئين نهمين، أو محبين للقراءة، وبعضهم يحرص على حضور معارض الكتاب، والطواف بدور النشر والبحث في أرففها عن كتاب محدد أو عنوان معين، ويحرص على اقتناء آخر الإصدارات، ويخرج من المعرض بحصيلة وافرة من أحدث ما انتجته المطابع ودور النشر؛ ثم يكون مصيرها رفوف المكتبة المنزلية، بعد الاكتفاء بقراءة المقدمة، أو إجراء تصفح سريع للأبواب والمحتويات. على موعد –لن يأت-مع استئناف القراءة فيما بعد.

وكثيرون لديهم الرغبة في القراءة والحماس أيضاً؛ ولكن يخونهم الجلد والصبر مع الكتاب، والاستمرار في القراءة؛ ولهذا أسباب عدة أهمها: عدم تنظيم الوقت، وعدم تخصيص وقت محدد للقراءة اليومية، بحيث يعرف الإنسان أنه في هذا الوقت المحدد سوف يتجه للمكتبة، ويفتح الكتاب، ويبدأ في القراءة من حيث انتهى بالأمس.

وإدارة الوقت هي مشكلة يعاني منها الكثير؛ ولهذا فكثير من أعمالنا معطلة ومتأخرة في الإنجاز. فنحن نحب الراحة والانطلاق بلا قيود زمنية. وبعض الأعمال نتركها في منتصف الطريق بلا إنجاز كامل، وأثناء الإجازات نتحرر من الوقت بشكل سلبي إلى درجة يغلب فيها علينا تبديد الوقت بلا فائدة؛ فتنتهي الإجازة، وكثير مما كنا نخطط لإنجازه لم نفعله.

والقراءة ليست ترف، أو مجرد مظهر يحاول البعض أن يتصف به ليحسب ضمن زمرة المثقفين؛ بل هي أساس للعلم، وسلم لارتقاء الوعي، وبساط الريح الذي ينقلنا إلى فضاء الثقافة، وسعة الأفق. سواء في مجال التخصص أو خارجه. ففي اللقاءات الرسمية، والإعلامية، والاجتماعية يتضح الفارق بين القارئ وغيره من خلال أسلوب الحديث، وغزارة المعلومات، والقدرة على التحليل والمنطق، والربط بين الظواهر والأحداث، والدفع بالحجج..إلى آخر هذه المزايا الفكرية.

ومعلوم إن معدلات القراءة في العالم العربي هي من بين الأدنى في العالم، وبينها وبين العالم المتقدم بون شاسع، وهو ما تؤكده احصائيات منظمة اليونسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وغيرها من المنظمات والهيئات الإقليمية، والدولية المتخصصة في العلوم والثقافة.   

ويبقى السؤال: كم كتاباً اقتنيناه من معرض الرياض الدولي للكتاب الأخير؟ وكم كتاباً أنجزنا قراءته؟

لن نقرأ مالم نتعود على تنظيم الوقت.

 وإلى اللقاء في معرض الكتاب القادم. 

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة