تختلف حسب مستوى المعيشة وعدد أفراد الأسرة ومقداره إدارة راتبك الشهري..أزمات وحلول
  • "ساما" تنصحك بـ 50-30-20 و"كا كي بو" تضمن لك ادخار 35% من راتبك
  • غياب ثقافة الادخار وسوء التعامل مع السوق والتبذير والاستدانة عادات سلبية تستنزف الراتب

 

عزيزي القارئ، إن إدارة راتبك الشهري بطريقة سليمة، وبكفاءة، في إطار الميزانية الموضوعة يجنبك المتاعب والهموم، ويمنحك حياة مالية مريحة بعيداً عن الضغوط المالية الناتجة عن سوء إدارة هذا الراتب، ويهبك القدرة على مواجهة الأزمات المالية غير المتوقعة. وأياً ما كان الأمر فإن إدارة الراتب الشهري تختلف من فرد لآخر، ومن أسرة لأخرى حسب مستوى المعيشة، وعدد أفراد الأسرية، وإجمالي هذا الراتب. ولذلك يجب عليك أن تُشرك معك كل أفراد أسرتك في إدارتك للراتب، وأن تقوم بتوعيتهم كي يساعدوك على ذلك بشكل عقلاني وإستراتيجي يضمن المحافظة على الراتب، واختيار طريقة مناسبة وفعالة لإدارته، وربما تحقق (تحققوا) إنجازاً مهماً بتخصيص جزء من الراتب للادخار أو الاستثمار. وهو ما نطرحه معكم في هذا التحقيق، وإليكم التفاصيل.

قاعدة 50-30-20

نستهل هذا الموضوع بما تشير إليه "ساما" (مؤسسة النقد العربي السعودي) -عبر موقعها على الإنترنت-إلى أن قاعدة 50-30-20 يمكن أن تساعد الأفراد في إدارة ميزانيتهم الشهرية؛ من خلال وضع إطار فعلي للالتزامات المالية والنفقات الشهرية بالإضافة إلى تخصيص جزء من الراتب لتحقيق أهدافهم المستقبلية، سواء كانت ادخارية أو استثمارية، دون حدوث عجز بهذه الميزانية أو زيادة حجم المصروفات الشهرية عما هو محدد له. وتعتمد هذه القاعدة على تقسيم الراتب فور استلامه إلى ثلاثة أجزاء كالآتي: أولها تخصيص 50% من الراتب للنفقات الأساسية الثابتة والتي تلبي الاحتياجات الشهرية؛ كفواتير الكهرباء والمياه، ومصاريف التعليم، ومصاريف الرعاية الصحية، ومصاريف النقل، ومصاريف الاتصالات، وغيرها. والجزء الثاني هو تخصيص 30% من الراتب للنفقات المتغيرة، والتي قد يُعبر عنها بالكماليات التي تسهم في رفع مستوى رفاهية العيش؛ مثل التسوق، والأنشطة الترفيهية، والرحلات، والهدايا، وقد يختلف توزيع البنود الخاصة بجزء النفقات المتغيرة من شهر لآخر؛ وذلك بحسب الأولوية والهدف المطلوب تحقيقه. ثم يهتم الجزء الثالث بتخصيص ما لا يقل عن 20% من الراتب للخطط المالية المستقبلية مثل زيادة المدخرات، أو تعجيل سداد الديون، أو اتباع خطة استثمارية، أو الادخار لحالات الطوارئ.

وتضرب "ساما" مثالاً على أرض الواقع؛ حيث تفترض أن هناك شخصاً يحصل على راتب شهري قدره 10,000 ريال، ويرغب في إدارة ميزانيته الشهرية من خلال اتباع قاعدة 50 – 30 – 20 لتقسيم الراتب. فهنا تتحدد الخطوة الأولى في استقطاع مبلغ 5000 ريال لتغطية المصاريف الأساسية مثل الأقساط الشهرية، ومصاريف السكن، وفواتير الخدمات، ومصاريف التنقل وغيرها. والخطوة الثانية هي استقطاع مبلغ 3000 ريال لتغطية النفقات المتغيرة مثل التسوق، والسفر، والأنشطة الترفيهية، وغيرها. أما الخطوة الثالثة فهي استقطاع ما لا يقل عن 2000 ريال للادخار، أو الاستثمار، أو السداد المبكر للديون.

قاعدة 70-20-10

وفي معرض حديثه عن الأسر السعودية والإنفاق في صحيفة "الرياض"، أوضح د.جاسم بن محمد المطوع-الخبير الاجتماعي والتربوي-أن هناك العديد من الدراسات أثبتت أن الأسر السعودية تنفق بنسب عالية تحت بند الترفيه وخدمات المطاعم؛ بسبب غياب التخطيط وعدم الاهتمام به، ويرى أن نسبة الإنفاق بالجانب التعليمي بسيط جداً مقابل نسبته في الجانب الترفيهي.

كما أوضح مبادئ التخطيط ومعرفة الأولويات التي يجب مراعاتها في التخطيط للميزانية وهي الأصول التي يملكها الشخص، وحصر الدخل ومعرفته من جميع الجوانب، كذلك ضبط المصاريف وبنودها من خلال برامج ميزانية الأسرة، وكذلك البرنامج المعمول للميزانية بموقع الأسرة السعيدة الذي يخول للشخص معرفة ما تم صرفه عن طريق جدول "تخطيط ميزانية الأسرة" خلال الشهر، وكذلك معرفة الالتزامات كالديون والمتطلبات الأخرى.

كما بيًن أهمية قاعدة إدارة الميزانية والتي اسماها بالقاعدة الذهبية (70-20-10) والذي اعتبر أن 70% تُخصص لمصاريف يومية كالدراسة والسفر والتعليم والترفية والهدايا، و20% تمثل سداد الديون، و10% توفير، كما أن الشخص الذي لا يتحمل ديوناً تضاف هذه النسبة إلى التوفير فتصبح 30%توفيراً.

وعلى صعيد متصل، يذكر المطوع أن هناك ثلاث عادات سلبية في الأسر الخليجية وهي سهولة أخذ الديون، وسوء التعامل مع السوق، كذلك الإسراف والتبذير، ولم يمانع من أخذ الديون إلا للحاجة الملحة والضرورية المحتمة لأخذه. وفي هذا الصدد يركز المطوع على أهمية تدريب الأبناء على الميزانية وإدارتها ووضعها والتخطيط لها كعمل العديد من الأفكار التي من شأنها تعزيز اعتمادهم على أنفسهم وإدارتهم لمصروفاتهم الشهرية ويأتي ذلك من خلال الاقتداء بالوالدين، كذلك تعليم الأبناء كيفية اتخاذ قرار شراء أي سلعه من خلال دراستها من جميع الجوانب، كما أن فتح حساب للأبناء بالبنوك يعلمهم بطريقة إدارة المصروفات بطريقة سليمة، ويشعرهم بالمسؤولية.

إدارة مثالية

ويبرز موقع "رواتب السعودية" كيفية إدارة الراتب الشهري بمثالية؛ من خلال الآتي:

  • أداء حق الله في المال: فالخطوة الأولى التي ينبغي أن يقوم بها ربُّ الأسرة مع دخله هي أن يؤدِّيَ حقَّ الله الواجب في ماله-متى اُستحق-وفقًا لموجباته الشرعية، فما شرعت حقوق الله في المال إلاَّ تزكيةً وتنمية له. ومَن جعل في ماله صدقة، إلا كان فيه نماء وبركة وإخلاف. فحبَّذا لو استقطعتَ من راتبكَ أيَّ نسبة، تجعلها لأقاربك المحتاجين، أو أحد الجمعيات الخيرية، أو المشاركة في أحد المشروعات الوقفية، فستجد ذلك بركة وزيادة في دخلك من حيث لا تحتسب، وسيكون للصدقة – بمشيئة الله تعالى – دور في تجنيبك كثيرًا من البلاء والمصائب، والأموال التي تحتاجها لعلاجها أو مداواتها.
  • أداء حقوق العباد والديون: بادرْ ما أمكنك بسداد ما عليك من ديون وحقوق للعباد، وإياك أن تماطل في سدادها وأنت قادر ميسور، وإياك أن تأخذ دَينًا لا تنوي سدادَه، فضلاً عن أن تأكل أموال الناس بالباطل.
  •  الادخار ولو جزءًا يسيرًا من الدخل: فلا تعتد على أن تُنفق دخلك الشهري بالكامل، واجتهد أن تدخر نسبة–مهما كانت ضئيلة–للطوارئ، أو محاولة لتكوين رأسمال يمكِّنك من القيام بمشروع اقتصادي، واستثمار هذا الفائض أو المال المدخَر، سواء كنتَ شريكًا متضامنًا، تشارك بمالك وجهدك، أم شريكًا موصيًا تشارك بمالك دون الإدارة لأعمال الشركة.
  •  تنظيم المشتريات والمصروفات: ولا تتبع شهوة الشراء في نفسك؛ لأن النفس البشرية كالطفل؛ إن رغبتَ في شيء تريد الحصول عليه آنيًّا، ولكن عوِّد نفسَك على حسابَ المنافع والمضار عند كل عملية شراء. ودائمًا ضعْ قائمةً باحتياجاتك الشهرية، والسنوية، والموسمية، ورتِّب هذه القائمة ترتيبًا تنازليًّا من الضرورات، إلى الكماليات، إلى التحسينات، وضع جدولاً زمنيًّا لتحقيق وتوفير كل احتياج في حالة سماح ميزانيتك الخاصة، مع مراعاة المواد السابقة.
  •  تجنَّب الاستدانة والتقسيط: لا تشتري شيئًا إلا ملكت السيولة الكاملة لشرائه، ابتعد عن مزلق التقسيط ما أمكنك ذلك، ولا يغرَّك أن التقسيط مباح شرعًا. فلا تعني الإباحة التورُّطَ فيما لا قِبَل لك بسداده، وفي حالة لجوئك لقرض حسن، رتِّب سدادك له مسبقًا، ولا تلجأ إليه إلا لضرورة، وأنت تعرف في الوقت نفسه مصادرك لسداده.
  •  تنظيم المصروف الشخصي للزوجة والأبناء: فمن الجميل أن ترصد لزوجتك مصروفًا شخصيًّا، بنسبة معينة مِن دخلك، بحيث لا تجور عليها، ولا تجور على باقي مواد نفقاتك. ومن المزالق التي تقع فيها الأسرة عدم مراعاة الزوجة لميزانية رب البيت، وتلاحقه بالطلبات، وغالبًا ما تكون في مجال التحسينات لا الضرورات؛ لذلك من المناسب تحديد هذا المصروف الشخصي، والاتفاق بين الزوجين على عدم تجاوزه على الإطلاق؛ لكي لا تُثقل الأسرة بنفقات لا تطيقها. أيضًا من الأهمية بمكان استخدام المصروف الشخصي المرصود للأبناء في تعويدهم وتدريبهم على كيفية إدارة طلباتِهم واحتياجاتهم الشخصية، وتعويدهم على الادخار من هذا المصروف.

المحافظة على الراتب

وبصفة عامة، يلفت موقع "موضوع" إلى 6 طرق للمحافظة على الراتب الشهري-والتي ربما تعينك على إدارة راتبك الشهري-وهي: أولاها توفير العملات المعدنيّة، هي من الطُّرق القديمة والتقليديّة التي يتّبعها الكثير من الأفراد في المُحافظة على رواتبهم؛ من خلال جمع النقود المعدنيّة التي تزيد بعد المصروفات اليوميّة من الرّاتب في علبة، أو حصّالة نقود وهكذا تتمّ تنمية هذه الأموال مع مرور الوقت. وثانيها تخصيص مبلغ ماليّ شهريّ للادخار، وهي الطريقة التي يتّبعها مُعظم الأشخاص شهريّاً، عن طريق ادّخار مبلغٍ من المال من قيمة الرّاتب الشهريّ الإجماليّة، والتي يتمُّ الاحتفاظ فيها في المنزل لحين الحاجة إلى استخدامها. والطريقة الثالثة هي استخدام حسابات التّوفير كنوع من أنواع المُحافظة على الرّاتب الشهريّ، والتي تُعتبر أفضل من الطُّرق التقليديّة؛ لأنّ حساب التّوفير المصرفيّ يتمُّ إيداع الأموال فيه ولا يمكن التصرّف فيها مُباشرةً، ويُساعدُ ذلك في المُحافظة على الرّاتب لأطول فترةٍ زمنيّةٍ مُمكنة. والرابعة تتحدد في التوقّف عن شراء النّثريات، والتي تعد من أهمّ الطُّرق التي تُساعد في المُحافظة على الرّاتب الشهريّ؛ إذ بعد استلام الرّاتب يقوم العديد من الأشخاص بشراء أشياءَ لم تكن ضمن خُططهم أو أفكارهم للمُشتريات، ويُطلق عليها مُسمّى النّثريات، والتي قد لا تكون من الأساسيّات وتُشكّلُ تكاليفَ إضافيّةٍ لا حاجة لها. وخامس هذه الطرق الادخار بعد دفع التّكاليف الثّابتة، وهذه التّكاليف الثّابتة تشتمل على الفواتير الشهريّة، وتكلفة إيجار المنزل، وسداد القروض (إن وجدت)، ومن ثمّ شراء الحاجات الأساسيّة، والاحتفاظ بالمبلغ الماليّ المُتبقّي كمبلغٍ مُخصّص للادّخار من الرّاتب الشهريّ. والطريقة السادسة تتمثل في الحصول على النّصائح من الآخرين؛ باعتبارها من الطُّرق التي قد تُساعد في المُحافظة على الرّاتب الشهريّ؛ إذ يُساعد التعرّف على تجارب الآخرين في كيفيّة توفيرهم لرواتبهم الشهريّة، من الأفكار التي من المُمكن تطبيقها، والاستعانة بها في ادّخار مبلغٍ من المال من إجماليّ القيمة الخاصّة في الرّاتب الشهريّ.

ويمكن التحكّم في الراتب الشهري من خلال الطرق الآتية:

  • معرفة ما يتم كسبه خلال الشهر: يؤخَذ بعين الاعتبار النظر إلى المصاريف الشخصية واليومية، والمال الذي يدفع للضرائب وللضمان الاجتماعي، أو لرعاية الأطفال، ومصاريف المواصلات؛ إذ من خلال طرح هذه المصاريف سيتم معرفة صافي المال المتبقي.
  • تحليل أين يتم إنفاق المال: يحتاج الفرد إلى أن يصبح أكثر وعياً في كيفية صرف الأموال، والعمل على وضع خطة لخفض التكاليف.
  • تحديد أهداف مالية لتحقيقها: عمل خطط تنظيمية للمستقبل، مثل المبلغ الذي سيترتب على التعليم الجامعيّ للأطفال، والمبلغ المطلوب للتقاعد؛ ممّا سيساعد على معرفة الكمية التي ينبغي توفيرها كلّ شهر لتحقيق هذه الأهداف على المدى الطويل.
  • استثمار المال: البدء في استثمار الأموال في وقت مبكر، حيث يساعد الاستثمار على زيادة الربح في الأموال، وتحقيق استثمار جيد للمستقبل.
  • إنشاء حسابات للتوفير: يعدّ توفير الأموال على المدى الطويل أمراً مهماً، وبنفس أهمية إدارة الأموال على المدى القصير.
  • استغلال العروض: ينبغي استغلال العروض من أجل الحفاظ على نفقات قليلة، دون الحاجة إلى عمل ميزانية لتدبير الأمور المالية.

ثم يُسدِي "موضوع" 3 نصائح للمحافظة على راتبك الشهري، وهي: إعداد وكتابة ورقةٍ تحتوي على الميزانيّة الشهريّة، والتي تشتمل على المَصروفات الثّابتة، والإضافيّة، والطّارئة، ويجب أن تخضع لرقابة أحد أفراد الأسرة للتأكّد من تنفيذها، كما أنه من المُمكن الاستعانة بجهاز الحاسوب في إعداد هذه الخطّة الشهريّة للمُحافظة على الرّاتب؛ لأنّه يُوفّر مجموعةً من البرامج التي تحتوي على جداولَ بياناتٍ تُساعد في بناء الخطّة بطريقةٍ صحيحة. والنصيحة الثانية هي تدوين جميع المصروفات خلال الشّهر مهما كانت قيمتها أو طبيعتها؛ وهو ما يُسهم في مَعرفة كيف تمّ توزيع الرّاتب خلال أيّام الشّهر، وأيضاً يُساعد في وضع مقارنةٍ بين الشّهور المُختلفة، ممّا يُؤدّي إلى معرفة مدى نجاح الخطّة في المُحافظة على الرّاتب الشهريّ. أما النصيحة الثالثة فهي العمل على تطبيق هذه الخطّة على جميع أفراد الأسرة؛ للمساعدة في سهولة إدارة الوضع الماليّ الخاصّ في المنزل، ومُتابعة الرّاتب الشهريّ منذ لحظة استلامه وحتّى نهاية الشّهر، كما يُسهم في توفير مبلغ ماليّ منه.

"كا كي بو" اليابانية

وهناك أسلوب متبع في اليابان يسمى "كا كي بو"، وهو طريقة وعادة يابانية قديمة تعود إلى عام 1904م. وهذه الطريقة مشهورة على مستوى العالم، وهناك "هاشتاج" خاص بها، ودائما ما يوصي باتباعها العديد من الخبراء والمختصين، إضافة إلى أن عدداً غير قليل من وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية يشيرون إلى أن هذه الطريقة توفر 35% كنتيجة من إدارة راتبك الشهري ومصروفاتك على نحو سليم، لصالح الادخار.

وبحسب صحيفة "الاقتصادية"، فالفكرة ببساطة هي أن وجود ميزانيتك مكتوبة على الورق، سوف يجعلك أكثر عرضة لمُساءلة نفسك حول الإنفاق الخاص بك، ومتى سيكون عليك أن تخفض الوضع أو ترفعه. ويشجع الكتاب المستخدمين على الجلوس في بداية كل شهر والتخطيط لخطة التمويل للأسابيع الأربعة التالية. وهذا يعني كتابة ما هو القدر من المال الذي تنوي ادخاره، كذلك النفقات اللازمة الخاصة بك، وذلك وفق أربع فئات تشكل احتياجات العيش الأساسية، وتتضمن: الغذاء، والنقل، والسكن، وجميع الأغراض الطبية، ومن ثم أي إضافات أخرى من باب رفاهية الحياة، كالوجبات الجاهزة والتسوق والأمور الثقافية كالكتب والموسيقى والأفلام والهدايا والملابس. وللمساعدة على تشكيل الميزانية الصحيحة مطلوب منك كتابة ما ستفعله كل شهر؛ للوصول إلى أهداف التوفير الخاصة بك. وهناك أيضا أربعة أسئلة، يطلب الكتاب منك الإجابة عنها، في بداية كل فترة من الأسابيع الأربعة. وهذه الأسئلة هي: كم من المال معك؟ كم تريد أن توفر؟ كم تصرف أو تنفق فعليا؟ كيف يمكن التحسين في الوضع؟

الادخار

وطبقاً لجريدة "الرياض"؛ فإن سوء التعامل مع إدارة المال للأسرة يؤدي إلى الاستهلاك العشوائي، وبالتالي يؤثر سلباً على اقتصادياتها، حيث فرض غياب ثقافة الادخار هيمنته على الأفراد؛ لنجد أنّ الغالبية منهم يلجأ إلى تيسير أموره وإيفاء متطلباته عن طريق الاستدانة أو الاقتراض، رغم أنّ الكثير من أولياء الأمور لديه أنماط استهلاكية سلبية، تلاحظ من خلال اتجاهه لاستهلاك حاجيات ثانوية ليست ضرورية؛ مما يؤدي إلى الوقوع بأزمات مالية نهاية كل شهر.

كما أنّ سلوكيات الأفراد في الاستهلاك لا تعتمد على أطر اقتصادية سليمة، إذ تسيطر عليها نزعة الفوضى والهدر العشوائي في المال نتيجة غياب التخطيط المالي والاعتماد الكلي على مصادر أخرى في التوفير للمتطلبات، ولا شكّ أنّ غياب ثقافة الادخار لدى العديد من الأسر يعود إلى ضعف ثقافة الوعي لدى أربابها، لا سيما وأنّ البعض يعيش في مستوى مالي متضخم جداً؛ مما جعله يفرط في استنزاف الكثير من الأموال دون حاجة، في المقابل فإن ذوي الدخل المحدود نجدهم مقلدين في الاستهلاك رغم عدم الحاجة، وجعل الكثير منهم يعاني من عدم القدرة على إيجاد مردود مادي مدخر يعينه وقت الظروف الطارئة.

ويؤكد موقع "سوق المال.كوم" على أن جلنا نواجه مشكلة فيما يتعلق بادخار جزء ولو بسيط جداً من الراتب، ففي حين يعتقد البعض أن الادخار قد لا يتسنى لذوي الرواتب المتدنية بعض الشيء إلا أن هذه المشكلة تواجه ذوي الرواتب المتدنية وذوي الرواتب العالية على حد سواء؛ فغالباً كلما كان الراتب عالياً كان أسلوب الحياة مختلفاً بشكل يوازي هذه الزيادة في الراتب بحيث تزيد المصاريف في سبيل تلبية متطلبات هذا النمط المعيشي، وبالتالي يترتب على ذلك صعوبة كبيرة في تخصيص جزء من الراتب للادخار.

وتزداد صعوبة تخصيص مبلغ معين للادخار عندما يكون الشخص غير مدرك بشكل واضح ودقيق لكل المصروفات، فأول خطوة هي مراقبة المبالغ المصروفة، ففي نهاية الشهر عندما يكون قد تم صرف الراتب بالكامل، أو ربما دعت الحاجة إلى اقتراض مبلغ إضافي أيضاً، قد يجد الشخص أن المبلغ الذي كان يفترض ادخاره قد تم صرفه في أمور ثانوية جداً كان يمكن بكل بساطة الاستغناء عنها.

تطبيقات ذكية

وختاماً، فإنه مع التقدم التكنولوجي الذي نعيشه، وعصر الهواتف والتطبيقات الذكية؛ ظهرت العديد من التطبيقات التي ربما تساعدنا في تنظيم أمور حياتنا، وخاصة الأمور المالية، وميزانية الأسرة. وهذه التطبيقات المتعلقة بإدارة الراتب الشهري متاحة على كل من: Google play، App Store، والتي منها على سبيل المثال تطبيقات: مصارف سعودي، ومصاريف، ومصروفات، وLearn Vest، وأمبير المصروفات، وWally+، ومصاريفي، واحسبها صح، وEXpensify، ومصاريفك، ومحفظتي، وLevel money.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة