وظائف ذكية مجاناً

يتنافس الجميع وخاصة الشباب في الحصول على وظيفة مناسبة تنطلق بهم الي طرق جديدة لإشباع احتياجاتهم الفسيولوجية من غذاء، وكساء، وعلاج، وزواج، وغيرها. ومع التطور الهائل الذي يشهده العالم اليوم في التكنولوجيا الذكية، وظهور ما يعرف بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على قوة العمل البشرية والاستغناء عن الكثير من الوظائف الروتينية، إلا أن فرص الحصول على الوظائف الذكية لا يزال مفتوحاً على مصراعيه لمن يمتلك الابتسامة والوجه البشوش؛ ففي مرحلة الذكاء الاصطناعي جميع الوظائف تحتاج إلى أفراد يتمتعون بالمعرفة، والمهارة الفنية لعالم اليوم. وهي متوفرة للجميع، ولكن المعيار الجديد الذي سيسود للوظيفة الحديثة سيكون فن التعامل مع الآخرين، وبمعني آخر فإن الأجهزة الذكية تقوم بجميع العمليات والإجراءات بسرعة فائقة وجودة عالية، ولن يتبقى سوي تبسم العامل وسلوكه الحسن مع الآخرين؛ لتحقيق الجودة الشاملة وسعادة الجميع.

وكما ذكر رائد الجودة الأمريكي "فيليب كروسبي"-في كتابه الشهير عام 1979م: "الجودة مجانا"-فإن العامل لن يحتاج تكلفة لكي يبتسم في وجه العميل ويبذل الجهد لإرضائه، وهذا هو الفرق بين مؤسسة ناجحة وأخري فاشلة: ففي الحالة الأولي جميع العاملين يتسمون بالبشاشة وطلاقة الوجه ويقدمون العون للجميع، أما في الحالة الثانية العاملون يمكثون الوقت نفسه في العمل وأحيانا أكثر، ولكن بوجوه جامدة عابثة ومعنويات منخفضة تنعكس بالسلب على الجميع.

في عالم التكنولوجيا الحديثة جميع الأنظمة تعمل ذاتيا بكفاءة وفاعلية ولا يتبقى سوي سلوك العامل البشري وابتسامته للالتحاق والبقاء في الوظيفة، وهي مجانية لا تحتاج إلى تكلفة. والحقيقة الطبية تقول إن عضلات الوجه التعبيرية تتحرك عند الابتسامة بأقل عدد من نصف عدد العضلات عند الغضب؛ ولذلك فالوجه العابث الغاضب سرعان ما تنتابه التجاعيد وتظهر عليه علامات الشيخوخة المبكرة.

ويتضح مما سبق إن وظائف المستقبل الذكية ستكون متاحة للجميع وسيفوز بها من يتمتع بالابتسامة المجانية، وطبقاً للقاعدة النفسية فإن ما تمارسه يومياً سوف تتقنه بكفاءة عالية؛ فعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب، وعندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور. لذا مارس الطمأنينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل والابتسامة لتتقن راحة البال ورضا الجميع والفوز بالوظيفة. وصدق رسولنا الكريم عندما قال: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة؛ فالدين الإسلامي يحث علي لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه تيمناً بأخلاق رسولنا الخلوق عليه أفضل الصلاة والسلام.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة