أركان المخالفة التأديبية

هناك معلومات ومعارف ينبغي على كل موظف أن يلم بها حتى يكون على دراية كاملة بحقوقه وواجباته، والتزامات العمل الحكومي، والتي منها:

الركن المادي للمخالفة التأديبية هو السلوك الإيجابي، أو السلبي الذي يقع من الموظف ويخالف به واجبات وظيفته.

فالسلوك الإيجابي يتمثل في التعدي على الرؤساء، أو الإساءة إليهم؛ بينما يتحدد السلوك السلبي في امتناع الموظف عن أداء عمله، أو عدم القيام بواجبه، وأما التفكير في ارتكاب مخالفة فلا يعاقب عليها النظام ما لم تكن مصحوبة بنشاط معين.

الركن المعنوي للمخالفة التأديبية هو النية التي يضمرها الموظف في نفسه عند قيامه بالمخالفة وتتكون من صورتين:

  • الخطأ العمدي (القصد) وتعني انصراف إرادة الموظف إلى ارتكاب المخالفة مع العلم بأركانها، كتلفظ المرؤوس بعبارات غير لائقة بحق رئيسه.
  • الخطأ غير العمدي: الذي يقع من الموظف عن طريق الخطأ أو الإهمال. كالمخالفة التي تقع من الموظف بسبب ضغط العمل.

وعلى المحقق أن يدرك التصرف المكون للركن المادي، ويجب أن يكون له وجود ظاهر وملموس ومحدد؛ فلا يمكن مساءلة الموظف على أوصاف عامة غير محددة، كسوء السمعة أو سوء الأخلاق ما لم تكن تلك الأوصاف سبباً في ارتكابه للمخالفة التأديبية.

وقد يتبادر إلى ذهن القارئ هذا التساؤل: ماذا لو كان الموظف يؤيد إحدى الشعارات أو التيارات التي تتعارض مع أنظمة الدولة ومبادئها، أو يضع ذلك الشعار في جهاز الكمبيوتر العائد للإدارة، فهل يمكن مساءلته تأديبياً؟ نعم يمكن مساءلته عن ذلك التصرف؛ لأن الموظف خالف ما نصت عليه المادة (11/أ) من نظام الخدمة المدنية التي أكدت على الموظف الابتعاد عن التصرفات والسلوكيات التي تحط من كرامة وهيبة الوظيفة.

 

وعلى المحقق أن يدرك أنه يشترط لقيام المسؤولية التأديبية توافر الركنين معاً؛ إذ أن انتفاء أحدهما يترتب عليه عدم قيام المسؤولية بحق الموظف، فارتكاب الموظف الفعل المخالف تنفيذاً لأوامر رئاسية لا يؤدي إلى المسؤولية بحقه لانتفاء الركن المعنوي فيها. كذلك لا يُسأل الموظف إذا صدر منه الفعل عن غير إرادة مثل حالات الضرورة والإكراه والقوة القاهرة.

...................................................................

من كتاب "التحقيق الإداري: أصوله وقواعده على ضوء نظام الخدمة المدنية ونظام تأديب الموظفين".​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة